وجَعَل فيها اللبن الذي
يكفي القبيلة، وكان لهم بئر يشربون منها، وكانت الناقة تشرب ماء هذه البئر في
يومها وتسقيهم اللبن.
ولم
تؤثر فيهم هذه الآية، ولم يخافوا من التهديد، فانبعث شَقِيٌّ منهم؛ كما قال سبحانه
وتعالى: ﴿إِذِ
ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا﴾ [الشمس: 12]، فعَقَر الناقة
بأمرهم ورضاهم، فنَسَب الله ذلك إليهم، ﴿فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ وَقَالُواْ
يَٰصَٰلِحُ ٱئۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾
[الأعراف: 77] يتهددونه.
عند
ذلك أخذهم الله عز وجل بالصيحة، وهي الصاعقة الشديدة التي قَطَّعت قلوبهم في
صدورهم، فماتوا عن آخرهم، ولم يَبْقَ منهم أحد إلاَّ صالح عليه السلام ومَن آمن
به.
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿فَتَوَلَّىٰ
عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ
لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾
[الأعراف: 79]، وبقيت بيوتهم فيها عبرة، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ
خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [النمل: 52].
قال
سبحانه وتعالى: ﴿كَذَّبَتۡ
ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ﴾:
﴿ثَمُودُ﴾
عَرَفناها، و«عَادٌ» قبلها، وهي القبيلة التي تسكن في الجنوب الشرقي من جزيرة
العرب بالأحقاف.
وقد
أعطاهم الله سبحانه وتعالى من قوة الأجساد ما أطغاهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٞ
فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا
قُوَّةًۖ أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ
مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ﴾
[فصلت: 15].
وقال لهم هود عليه السلام: ﴿وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69]،