﴿فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ﴾
أي: نعمه سبحانه وتعالى، فاشكروها.
ولكنهم
عَتَوْا؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ
وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ
ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا
يَجۡحَدُونَ﴾ [فصلت: 15].
وهذه
القوة التي اعترفوا بها، من أين جاءت لهم؟! من الله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى
الذي خَلَقهم، وهو أشد منهم قوة، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ
مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ﴾
[فصلت: 15].
فأرسل
الله سبحانه وتعالى عليهم ريحًا أهلكتهم عن آخرهم، ولم تُغْنِ عنهم قوتهم ولم
يَثبتوا أمامها، وكانت هذه الريح تنزع الناس بأن ترفعهم إلى السماء ثم تَنكُسهم
على رءوسهم، فيقعون على الأرض، فتندك أعناقهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ
كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ﴾
[القمر: 20]، شَبَّههم الله عز وجل بالنخل لطول أجسامهم وقوتها، فأهلكهم الله
بالريح العقيم التي ليس فيها حياة.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا
ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ﴾: وهي
الصاعقة.
﴿وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ﴾
﴿صَرۡصَرٍ﴾
أي: شديدة البرودة، أو لها صوت مزعج. فهي شديدة البرودة، ولها صوت مزعج.
﴿عَاتِيَةٖ﴾: قوية، لا يَثبت أمامها شيء. فالله
سبحانه وتعالى أرسلها عليهم، فماتوا عن آخرهم، لم تَبْقَ إلاَّ مساكنهم، قال
سبحانه وتعالى: ﴿فَأَصۡبَحُواْ
لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ﴾ [الأحقاف: 25].
ثم قال الله سبحانه وتعالى في سياق بيان مَن كَذَّبوا بالحاقة والقارعة: ﴿وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ﴾: «الفرعون» هو المَلِك الجبار من ملوك مصر، ﴿وَمَن قَبۡلَهُۥ﴾ من الأمم.