×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ: المؤتفكات هي قرى قوم لوط عليه السلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ ٥٣ فَغَشَّىٰهَا مَا غَشَّىٰ [النجم: 53- 54]، خَسَف الله سبحانه وتعالى بها، وأتبعها بالحجارة.

﴿بِٱلۡخَاطِئَةِ بالفعلة القبيحة، وهي الكفر بالله.

﴿فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ: عَصَوْا رسول ربهم، وهو لوط عليه السلام لما نهاهم عن الشرك وعن اللواط وإتيان الذكور، لما نهاهم عن ذلك كَذَّبوه.

﴿فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَهُمۡ أي: أهلكهم الله سبحانه وتعالى، ﴿أَخۡذَةٗ رَّابِيَةً أي: قوية، فهي زائدة على غيرها من الأَخَذات، شديدة؛ وذلك أن الله سبحانه وتعالى اقتلع ديارهم من أصولها، ورَفَعها إلى عَنان السماء، ثم قَلَبها عليهم، ثم أتبعهم بحجارة من سجيل من النار. يسلي الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم.

وبَيَّن الله سبحانه وتعالى لنا ما حصل للأمم السابقة الذين كَذَّبوا بالبعث والنشور، وكَذَّبوا الرسل، ماذا حل بهم؟

يُحذرنا الله سبحانه وتعالى من أن نحذو حَذْوهم، ويتهدد كفار قريش وغيرهم، الذين كَذَّبوا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، يهددهم بأنه سبحانه وتعالى فَعَل بالأمم السابقة ما ذكره من العقوبات، فهو قادر على أن يأخذكم ويعاقبكم.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ فنوح عليه السلام أول الرسل، لما بعثه الله سبحانه وتعالى إلى قومه، لما وقعوا في الشرك وعبدوا الأولياء والصالحين من دون الله عز وجل، بعدما نَصَبوا صُورهم ثم عبدوها من دون الله سبحانه وتعالى، فبَعَث الله إليهم نبيه ورسوله نوحًا عليه السلام، فدعاهم إلى الله، وأَمَرهم بترك عبادة غير الله سبحانه وتعالى، فعَصَوُا الرسول وتجبروا عليه، ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا ٢٣ وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا [نوح: 23- 24].


الشرح