×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ونزل نوح عليه السلام ومَن معه بسلامة الله عز وجل آمنين، وهَلَك قوم نوح عن آخرهم، لم يَبْقَ منهم أحد. حتى ابن نوح لما انحاز مع الكفار وأبى أن يركب مع أبيه، أهلكه الله سبحانه وتعالى معهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ [هود: 43].

قوله تعالى: ﴿حَمَلۡنَٰكُمۡ أي: في أصلاب آبائكم الذين ركبوا مع نوح عليه السلام.

﴿فِي ٱلۡجَارِيَةِ ﴿ٱلۡجَارِيَةِ هي: السفينة التي تجري في الماء، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجٖ كَٱلۡجِبَالِ [هود: 42].

قال سبحانه وتعالى: ﴿لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ: جَعَل الله عز وجل السفينة تذكرة وعبرة، وصارت صناعة السفن مهنة مستمرة بعد نوح عليه السلام.

﴿لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ: لتَذكروا بها ما حصل لقوم نوح عليه السلام. ولو شاء الله عز وجل لأغرق هذه المراكب وهذه السفن، ولكنه سبحانه وتعالى بقدرته ورحمته ولطفه بالعباد - يَحملها على الماء لمصالح العباد، ﴿وَخَلَقۡنَا لَهُم مِّن مِّثۡلِهِۦ مَا يَرۡكَبُونَ [يس: 42] فهذه السفن وهذه المراكب وهذه البواخر مثال لسفينة نوح عليه السلام.

﴿وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ: لتسمعها وتعتبر بها كل أذن تعي ما تسمع وتعتبر بذلك، وقد سمعتم قصة سفينة نبي الله نوح عليه السلام، وما خَلَق الله سبحانه وتعالى للناس مما يشبهها، فهذه عبرة وعظة لمن يعي المواعظ وينتبه لها.

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى القيامة وأهوالها، فقال: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ، هي: نفخة البعث. و﴿ٱلصُّورِ: هو القرن الذي يَنفخ فيه إسرافيل عليه السلام، فهو الموكل به. وهذا القرن فيه أرواح بني آدم، فإذا نَفَخ فيه طارت كل رُوح إلى جسمها، فبَعَث الله سبحانه وتعالى الخلق وأحياهم.


الشرح