×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم يقال لهم: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ كلوا من هذه الثمار، واشربوا من هذه الأنهار.

﴿هَنِيٓ‍َٔۢا أي: ليس فيه مُنَغِّص ولا مُكَدِّر، ولا تُخَاف غائلته، وإنما هو لذة وصحة وعافية وقوة.

﴿هَنِيٓ‍َٔۢا: هذا جزاؤكم ﴿بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ أي: بما قدمتم لآخرتكم، ﴿فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ أيام الدنيا الماضية؛ لأن الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء. فمَن لم يعمل في الدنيا، لم يحصل على خير في الآخرة.

فالباء باء السببية، أي: بسبب ما ﴿بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ أي: قَدَّمتم لأنفسكم في الدار الدنيا من صلاة وصيام وجهاد وصدقة... وغير ذلك.

ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى الصنف الثاني وهم الأشقياء، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ أي: كتاب أعماله، ﴿بِشِمَالِهِۦ أي: بيده اليسرى، فيتحسر - والعياذ بالله -، ولا يريد أن أحدًا يطلع عليه؛ لأنه عورة وحسرة وندامة، ﴿فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي: يتمنى، ﴿لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ: لم أُعْطَ كتابي!!

قال سبحانه وتعالى عنه: ﴿وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ أي: ويا ليتني لم أَدْرِ ما حسابي!!

ثم يتمنى أيضًا ويقول: ﴿يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ أي: يا ليتني لم أُبْعَث، يا ليت موتتي كانت قاضية قاطعة لحياتي إلى الأبد!!

كل هذه تمنيات، والتمني إنما يكون للمستحيل. بخلاف الترجي، فإنه يكون للممكن.

ثم إنه يتحسر أيضًا؛ لأنه كان في الدنيا له أموال وحشم وخدم وجاه، وممالك وقصور وأُبهة، فيتساءل: أين ذهبت؟ فيقول: ﴿مَآ أَغۡنَىٰ


الشرح