عَنِّي مَالِيَهۡۜ﴾ الذي جمعتُه في الدنيا، وانشغلتُ به عن العمل الصالح.
ويقول:
﴿هَلَكَ عَنِّي
سُلۡطَٰنِيَهۡ﴾ أي: انقطعت حُجتي. فليس له حُجة عند الله سبحانه وتعالى،
فاعترف بأن هذا عمله، ولم يُظْلَم بشيء، ولم يَكْذِب عليه الحَفَظة.
عند
ذلك يقول الرب سبحانه وتعالى لملائكته الزبانية: ﴿خُذُوهُ﴾؛ لأنه لم
يَبْقَ له عُذْر، ﴿فَغُلُّوهُ﴾:
رُدوا يديه إلى عنقه، واربطوه بالغُل.
﴿ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ أي:
اصْلَوْه بالنار ليذوق حرارتها. مِن «الصَّلْي»، وهو الحرارة.
﴿ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ﴾: سلسلة من الحديد ذات الحِلَق الكبيرة،
﴿ذَرۡعُهَا﴾
أي: طولها ﴿سَبۡعُونَ
ذِرَاعٗا﴾ والله سبحانه وتعالى أعلم بمقدار الذراع!!
﴿فَٱسۡلُكُوهُ﴾ أي: أنفذوها فيه وانظموها
فيه. يُدخلونها من دُبُره ويخرجونها من فمه أو من أنفه. ويَجمعون الكفرة في
السلاسل مُقَرَّنين، والعياذ بالله.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى السبب في هذا، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ لَا
يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِيمِ﴾: الإيمان الذي ينفعه وينجيه، وهو
الإيمان المقرون بالعمل الصالح، فلا يؤمن بألوهيته ولا يؤمن بأسمائه وصفاته.
﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ﴾،
فيبخل بالزكاة.
فهو مسيء في حق الله سبحانه وتعالى، ومسيء في حق الناس، يَمنع الزكاة ولا يتصدق، ولا يحث الناس على الصدقة. فهو مسيء فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى فلا يؤمن بالله العظيم، ومسيء فيما بينه وبين الناس، فلا يتصدق على المحتاجين، ولا يحث الأغنياء على ذلك، فلا خير فيه، لا مع نفسه ولا مع الناس - والعياذ بالله.