قال
سبحانه وتعالى: ﴿فَلَيۡسَ
لَهُ ٱلۡيَوۡمَ﴾ أي: في يوم القيامة، ﴿هَٰهُنَا حَمِيمٞ﴾ أي: ليس له في الآخرة صديق
وقريب ينقذه من عذاب الله عز وجل ويساعده؛ كما يَحدث في الدنيا من التناصر
والتعاون والحَمِية بين الأقارب والقبائل.
﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ﴾:
«الغِسلين»: قيل: هو الغُسَالة التي تكون من أجسام أهل النار، وهي الصديد. وقيل:
إنه شجر من شجر النار. وقيل: إنه شجرة الزقوم. فالحاصل أنه طعام خبيث.
ولهذا
قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّا
يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطُِٔونَ﴾: وهم
الكفرة.
وهناك
فرق بين الخاطئ والمخطئ: فـ «المخطئ» هذا لا قَصْد له؛ ولذلك لا يُؤاخَذ على
الخطأ. أما «الخاطئ» فهو الذي يتعمد المخالفة، فهذا خاطئ، ولا يقال: مخطئ.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى حقيقة هذا الكلام، وأنه حق وصِدق، ليس هو من نسج
الخيال، وإنما هو كلام حق، وكل ما ذُكِر في القرآن من هذه السورة وغيرها فهو كلام
حق، ولا مجال لتكذيبه والتشكيك فيه؛ لأنه كلام الله وقوله الحق.
ثم
قال: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ﴾:
هذا قَسَمٌ منه سبحانه وتعالى على صدق ما يقول، وهو الصادق سبحانه وتعالى ولو لم
يحلف، ولكن هذا الحلف يدل على الاهتمام وزيادة اليقين.
﴿بِمَا تُبۡصِرُونَ﴾: من الكائنات والآيات التي ترونها بأعينكم، من السماء والأرض، والشمس والقمر، والبَر والبحر، والنبات... كل هذا من آيات الله سبحانه وتعالى تعاينونها وتشاهدونها.