×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ﴿وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ: من آيات الله عز وجل، التي هي من علم الغيب، لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

والمُقْسَم عليه هو صِدْق القرآن؛ لأنه من كلام الله سبحانه وتعالى، وليس بكلام كاهن، ولا كلام شاعر، وليس بكلام محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بكلام جبريل عليه السلام. وإنما هو كلام الرب سبحانه وتعالى ابتداء، وكلام جبريل وكلام محمد بلاغًا، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ: وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أُسْنِد إليه القول من باب البلاغ، فهو صلى الله عليه وسلم مُبَلِّغ عن الله سبحانه وتعالى، مُبَلِّغ كلام الله عز وجل. والكلام إنما يكون لمن قاله مُبْتَدِئًا، لا مَن قاله مؤديًا مُبَلِّغًا؛ ولذلك تارة ينسبه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وتارة ينسبه إلى جبريل عليه السلام.

﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ ٤٠ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ ٢٠  مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ [التكوير: 19- 21]؛ لأن بعضهم يقول: إن القرآن من كلام الكهنة الذين تتنزل عليهم الشياطين، فهو من وحي الشياطين الذي تلقيه إلى الكهان! قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ ٢١١ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ [الشعراء: 210- 212]

﴿وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ أي: عن الوحي. فنفى الله سبحانه وتعالى عن كلامه أنه من كلام الكهان الذين تتنزل عليهم الشياطين.

﴿قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ: قليلاً ما تَذَكَّرون وتنظرون في القرآن، وتقارنون بينه وبين الشعر وبين كلام الكهان، إن تقارنوا فستجدون الفرق الواضح!

ولذلك لما سَمِع الوليد بن المغيرة القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى قومه وقال لهم: عَرَفتُ الكِهانة، وعَرَفتُ السِّحر، وعَرَفتُ الشِّعر،


الشرح