×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ما هو بالكهانة ولا هو بالسحر ولا هو بالشعر، كل هذا أنا أعرفه. قال لهم هذا. فالقرآن لا يُقارَن بالشعر ولا بالكهانة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ: هذه هي الحقيقة أنه ﴿تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ، بخلاف الكهانة، فإنها تنزيل من الشياطين، تنزل الشياطين على الكهان.

ثم ذَكَر البرهان على أن القرآن ليس من كلام الرسول، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ أي: لو قال الرسول علينا ما لم نَقُل، ﴿لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ أي: أهلكناه بسرعة. وهذا عبارة عن شدة العقوبة، ثم أهلكناه هلاكًا عاجلاً.

قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ: ﴿ٱلۡوَتِينَ: عِرْق به نياط القلب، إذا انقطع مات الإنسان.

فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاذبًا على الله سبحانه وتعالى - وحاشاه -، لبادره الله سبحانه وتعالى بالإهلاك ولم يمهله، ولأهلكه هَلَكة فيها عبرة للمعتبرين، كما أهلك المتنبئين الكذبة؛ كمُسَيْلِمة وغيره، ذهبوا وذهب كلامهم، وانقطع ذكرهم.

أما القرآن، فهو باقٍ إلى أن تقوم الساعة، والرسول صلى الله عليه وسلم استمر يُبلِّغ الرسالة منذ أن بعثه الله عز وجل إلى أن توفاه الله، والله يشاهده ويراه، ويُقره ويحفظه من أعدائه وينصره.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ أي: لو أردنا أخذه وعقوبته، ما استطاع أحد منكم أن يُفلته منا، سواء من أقاربه أو مِن حوله، أو مِن أقوى الناس، ما أحد يستطيع أن يُفلت مَن أردنا عقوبته أبدًا.


الشرح