ثم
أثنى الله سبحانه وتعالى على القرآن، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ﴾:
يُذكِّر أهل القلوب والعقول، يُذكِّرهم بالحق، يُذكِّرهم بالبعث والنشور، يُذكِّرهم
بالحق ويَرُد الباطل.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّا
لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ﴾ أي: نعلم
أن مِن الناس مَن يُكذِّب بهذا القرآن، رغم ما يقوم عليه من الشواهد التي تدل على
أنه الحق، وأنه كلام الله سبحانه وتعالى.
هناك
مِن الناس مَن يُكذِّب به، ويقول: هذه أساطير الأولين. ويقول: هذه أخبار من نسج
الخيال.
حتى
إن بعض الأدباء الملاحدة من العرب أنكروا الأمم السابقة، قالوا: إن القرآن
تَحَدَّثَ عن أمم سابقة، عن عاد وثمود، وليس هذا حقيقة، إنما هذا خيال؛ كما قال طه
حسين في كتابه «الشِّعر الجاهلي»، لكن الله سبحانه وتعالى جَنَّد عليه أهل العلم
وأهل الحق، ورَدُّوا عليه وقصموا ظهره، وأبطلوا قوله وأفشلوه أمام الناس، والحمد
لله.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ
لَحَسۡرَةٌ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ أي: القرآن، ﴿وَإِنَّهُۥ لَحَقُّ
ٱلۡيَقِينِ﴾: ليس فيه شك أبدًا.
فالعلم
ثلاثة أقسام: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.
القسم
الأول: علم اليقين، وهو الذي يُبنى على الأخبار الصادقة؛ مثل:
علم الغيب، تؤمن به كأنك تشاهده اعتمادًا على الخبر الصحيح.
القسم
الثاني: عين اليقين، وهو الذي تشاهده.
القسم
الثالث: حق اليقين، إذا ذقتَه ولمستَه.
وكل هذا في القرآن، فيه علم اليقين، وفيه عين اليقين، وفيه حق اليقين.