×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَٱتَّقُوهُ أي: اتقوا عذابه وغضبه سبحانه وتعالى، إن استمررتم على ما أنتم عليه.

﴿وَأَطِيعُونِ؛ لأنه رسول إليهم والرسول يطاع، قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [النساء: 64].

الثمرة من طاعة الرسول: ﴿يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ﴾، إن عبدتم الله، واتقيتموه، وأطعتموني فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه؛ يغفر لكم الله سبحانه وتعالى من ذنوبكم.

فلو تابوا تاب الله عليهم وغفر لهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفال: 38].

والتوبة تَجُبّ ما قبلها، والإسلام يَجُبّ ما قبله، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، أنه جَعَل مخرجًا من الكفر والعذاب، وذلك بالتوبة إلى الله عز وجل، وأنه لم يُغْلِق الباب دون الكفار والمشركين، بل فَتَح سبحانه وتعالى باب التوبة، فإذا تابوا تاب الله عليهم.

وهذه ثمرة التوحيد وتَرْك الشرك، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الله يغفر بذلك جميع الذنوب.

﴿وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ، هذه فائدة ثانية ﴿يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ هذه هي الفائدة الأولى من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه.

﴿وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ، ولا يعاجلكم بالعذاب.

أما إن استمررتم على ما أنتم عليه، فإن الله سبحانه وتعالى يعاجلكم بالعقوبة ويدمركم.

قال بعض العلماء: إن في هذا دليلاً على أن الطاعة يُمدد الله سبحانه وتعالى بها العمر، ويبارك فيه بسببها. وأن المعصية يقصم الله عز وجل بها العمر.


الشرح