×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قال عليه السلام: ﴿إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ، أي: إذا نزل بكم العذاب وعاينتموه، فلن يَقبل الله منكم توبة. وأما إن تبتم قبل ذلك، تاب الله سبحانه وتعالى عليكم.

وفي هذا دليل على أنه لا تُقبل التوبة عند نزول العذاب، والعياذ بالله.

قال عليه السلام: ﴿إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ، فالجهل بالله سبحانه وتعالى والجهل بسُنته سبحانه وتعالى - يوقعان الإنسان في الهلاك.

هذه هي الخطوة الأولى من نوح عليه السلام مع قومه، باشر الدعوة معهم، ودعاهم إلى التوحيد والاستغفار، فالتوحيد والاستغفار هما خير ما يمحو الله سبحانه وتعالى بهما الذنوب، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19]، فالتوحيد والاستغفار يدفع الله سبحانه وتعالى بهما العذاب والعقوبة.

الخطوة الثانية: لما رأى نوح عليه السلام إعراضهم وامتناعهم من قَبول دعوته، شكا إلى ربه سبحانه وتعالى، ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا أي: إنه لم يَفْتُر عليه السلام في دعوة قومه في الليل والنهار، فهو مستمر في الدعوة، وليس يدعوهم ثم يتركهم معللاً بأنه لا فائدة من دعوتهم، بل استمر عليه السلام وصَبَر على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

وهذا من وسائل الدعوة، فالاستمرار عليها، وعدم اليأس وعدم الانقطاع - سبب لتأثيرها في المدعوين.

﴿فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا: فلم يستجيبوا، أنا أدعوهم لكي يقربوا من الله سبحانه وتعالى، ولكنهم يفرون من الله عز وجل.


الشرح