الخليل عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام،
فجاءهم الشيطان، وأخبرهم بهذه الأصنام التي تحت الأرض ودلهم على أماكنها، فاستخرجوها
ووزعوها فيما بينهم، فصار لكل قبيلة صنم، وتَغَيَّر دين إبراهيم عليه السلام.
وهذا
على يد الخبيث الذي جاءه الشيطان، فأخبره بمواطن هذه الأصنام، وهو عمرو بن لُحَيّ
الخُزَاعي، فوَزَّع الأصنام على القبائل، فعادت الوثنية وتَغَيَّر دين إبراهيم
عليه السلام.
إلى
أن جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فأحيا الله سبحانه وتعالى به ملة
الخليل إبراهيم عليه السلام، وقضى على هذه الأصنام وكَسَّرها ودَمَّرها، صلى الله
عليه وسلم.
فهذا
فيه خطر البحث عن الآثار؛ لأن هذا يَئول إلى شر، فالتنقيب عن الآثار وعن أماكنها
لا يدل على خير، وإنما يدل على شر ورجوع إلى الجاهلية، فينبغي أن تُطْمَس وأن
تُتْرَك وأن يُتْلَف ما وُجِد منها، هذا هو الواجب لأنها آثار الشرك وآثار
الجاهلية.
ثم
إنه بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لما انقضى وقت القرون المفضلة - دب
الشيطان مرة أخرى إلى هذه الأمة المحمدية، ثم للمرة الثالثة، فأغراهم بعبادة
القبور والأولياء والصالحين والتوسل بهم، وجَعْلهم شفعاء عند الله سبحانه وتعالى !
فالشيطان
لا يترك عمله مع بني آدم، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله؛ لأنه تَعَهَّدَ بذلك فقال:
﴿أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا
ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ
لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 62].
﴿وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ﴾ أي: من الناس. وهكذا حال دعاة الضلال فإنهم خطر على البشرية في كل زمان ومكان، فهم هلاك الأمة إذا مُكِّنوا وتُرِك المجال لهم. فيجب الحذر منهم ومن مكرهم وكيدهم.