×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا: هذا دعاء من نوح عليه السلام، دعا عليهم بأن الله عز وجل يَزيدهم ضلالاً إلى ضلالهم؛ لأنهم لما لم يَقبلوا الحق فالله سبحانه وتعالى ابتلاهم بالضلال. وهكذا دائمًا وأبدًا، مَن لا يَقبل الحق يُبتلى بالباطل عقوبةً له.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى ما حل بهم في الدنيا، فقال سبحانه وتعالى: ﴿مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى نبيه نوح عليه السلام أنه عز وجل سيُهلِك قومه، وأَمَره الله سبحانه وتعالى بأن يصنع السفينة، فصَنَع نوح عليه السلام السفينة بأمر الله سبحانه وتعالى ووحيه وتأييده له، حتى أتقنها.

وكان نبي الله نوح عليه السلام يصنع الفلك، وكلما مَرَّ عليه ملأ من قومه سَخِروا منه ومن هذه السفينة: ماذا يصنع بهذه السفينة؟!

فلما أتقنها عليه السلام وأحكمها بأمر الله، أَمَره الله سبحانه وتعالى بأن يركب فيها هو ومَن معه من المؤمنين، وأن يَحمل فيها معه من كلِّ زوجين اثنين: من الدواب، ومن الطيور، ومن الآدميين، من كلِّ زوجين اثنين لأجل بقاء النسل.

ثم أَمَر الله سبحانه وتعالى الأرض فنبعت، وأَمَر الله السماء فأمطرت، والتقى الماء - ماء السماء وماء الأرض -، وكان الطوفان الذي علا على رءوس الجبال.

وقد أنجى الله سبحانه وتعالى نوحًا عليه السلام ومَن معه في السفينة، وأغرق سبحانه وتعالى كل أهل الأرض، ولم يَبْقَ منهم أحد إلاَّ مَن كان مع نوح عليه السلام، حتى ابن نوح عليه السلام الذي مِن صلبه، لما كفر وصار مع الكفار وأبى أن يركب مع أبيه السفينة، وقال:﴿قَالَ سَ‍َٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ [هُود: 43].


الشرح