×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وقوله: ﴿مِّمَّا، أصله: «من ما» و«ما» صلة للتأكيد.

﴿مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أي: بسبب كفرهم وخطاياهم وذنوبهم.

﴿أُغۡرِقُواْ: أغرقهم الله عز وجل بالطوفان الذي نبع من الأرض، حتى إن التنور الذي هو مَوْقِد النار صار يفور بالماء، فالأرض كلها نبعت والسماء انهمرت، وعلا الماء رءوس الجبال.

وبعد الغرق ﴿فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا لما عَصَوْا نوحًا عليه السلام. وهذا مآل كل كافر ومشرك إلى أن تقوم الساعة.

قال الله: ﴿فَلَمۡ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارٗا أي: لم ينفعهم أحد، ولم يدافع عنهم أحد. وآلهتهم - وَد، وسُوَاع، ويَغُوث، ويَعَوق، ونَسْر - ما نفعتهم، ولا أنقذتهم ولا نصرتهم من عذاب الله عز وجل.

ثم دعا نوح عليه السلام للمؤمنين، فقال: ﴿رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ، وكان والداه مؤمنَين.

﴿وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا، قيل: المراد: مَن دخل مسجدي. وقيل: المراد: مَن دخل منزلي.

﴿وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ: عمومًا إلى أن تقوم الساعة.

فهو دعا على الكفار إلى أن تقوم الساعة بالهلاك، ودعا للمؤمنين إلى أن تقوم الساعة بالمغفرة؛ لأن الكافر والمشرك لا يجوز الاستغفار لهما، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١١٣ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ [التوبة: 113- 114].


الشرح