×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖأي: آمنا بالقرآن، وبما يأمر به ويَنْهَى عنه، ﴿وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا، فتبرءوا من الشرك الذي كان عليه قومهم.

,﴿تَعَٰلَىٰ أي: عَظُم شأنه وارتفع، ﴿جَدُّ رَبِّنَا أي: عظمته وجلاله سبحانه وتعالى.

﴿مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ أي: زوجة، ﴿وَلَا وَلَدٗا؛ كما يصفه المشركون أنه سبحانه وتعالى اتخذ ولدًا. فالنصارى يقولون: «اتخذ عيسى عليه السلام ولدًا»، واليهود يقولون: «اتخذ عُزَيْزًا ولدًا»، والعرب يقولون: «اتخذ الملائكة بنات له»، فهم لم ينزهوا الله سبحانه وتعالى عن الولد؛ لأن الولد شريك للوالد وشبيه به.

الله سبحانه وتعالى لا شريك له ولا شبيه له. وأيضًا: فإن الوالد يحتاج إلى الولد، والله عز وجل غني عن خلقه سبحانه وتعالى، فليس بحاجة إلى الولد ولا إلى المُعِين ولا إلى الظهير.

فنَزَّهوا الله سبحانه وتعالى عما يصفه به أهل الجاهلية، من أهل الكتاب وغيرهم.

ثم قالوا: ﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا: «السفيه»: هو خفيف العقل، ﴿عَلَى ٱللَّهِ شَطَطٗا، أي: باطلاً من اتخاذه الولد والشركاء.

و «السفيه» هنا: قيل: إنه الشيطان. وقيل: إنه عام في كل مَن ادعى لله الشريك والولد، فإنه سفيه. العاقل لا يقول هذا؛ لأنه يَعلم أن الله سبحانه وتعالى غني عن الولد والشركاء ومُنَزَّه.

قالوا: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا: فأحسَنوا الظن بالإنس والجن، فصَدَّقوهم فيما يقولونه عن الله سبحانه وتعالى، واعتقدوا له الشريك والصاحب والولد، واستبعدوا أن الإنس والجن يتواطئون على الباطل.


الشرح