×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 مقتنعًا بما هو عليه من الباطل، فإن هذا صعب أن يبحث عن الحق، وإذا تَبيَّن له الحق لا يقبله لأنه يزعم أنه على الحق.

فهذه الآية فيها نهي عن التفرق والاختلاف، وبيان أنه لا يَعصم من هذا إلاَّ الكتاب والسُّنة، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].

وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس متفرقون مختلفون، فجَمَع الله سبحانه وتعالى به أهل الإيمان، فصاروا جماعة واحدة وإخوة متحابين.

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).

فإذا تركنا الكتاب والسُّنة وأخذنا بأقوال الناس وآرائهم، فإننا نضيع.

وفي هذا رَدٌّ على مَن ينادون بالأخذ بالخلافات والأقوال من غير دليل، ويقولون: إن هذا فيه توسعة على الناس.

فالتوسعة هي فيما أنزل الله سبحانه وتعالى من الكتاب والسُّنة، وما عداهما فهو ضِيق وحَرَج، وإن ظن أصحابه أنه توسعة وأنه حق؛ لأنه تِيه وضلال، ولا يؤدي إلى أية نتيجة ولا ينتهي إلى غاية؛ لأنه ليس طريقًا صحيحًا!!

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]، فسبيل


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).