×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 الله عز وجل واحد، أما غيره فسُبُل كثيرة، كُلٌّ له هواه، وكل ما وجد عليه آباءه أو فلان! وهذا فيه هلاك وضلال، لا ينتهي بأهله إلى خير.

ونحن لم نؤمر باتباع الأقوال والخلافات، بل أُمِرنا باتباع الحق، فنأخذ ما هو صحيح وما هو حق مما يدل عليه الكتاب والسُّنة من أقوال أهل العلم. هذا هو الطريق الصحيح، طريق النجاة.

أما الأخذ بالاختلافات والأقوال، ويقال: «إن هذا فيه توسعة»، ويروون حديثًا هو: «اخْتِلاَفُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ»، والخلاف ليس رحمة، وإنما الخلاف عذاب والفُرقة عذاب، وهذا الحديث لم يَثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم حث على الاجتماع وعلى الائتلاف على الحق، ونهى الله عن الاختلاف والتفرق، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ [هود: 118- 119]، فمَن رَحِم ربك لم يختلفوا.

«وَلَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُْمَّةِ، إلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا»؛ كما قال الإمام مالك رحمه الله. فالذي جَمَع المختلفين وجَعَلهم جماعة واحدة - وهو القرآن العظيم - في أول الأمر، هو الذي يجمع الناس في آخر الأمر، «وَلَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُْمَّةِ، إلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا».

فالله سبحانه وتعالى إنما جَمَع الناس على الدين والحق بعد الفُرْقة والاختلاف والشتات، جَمَعهم سبحانه وتعالى بهذا الدين ووَحَّد بينهم بهذا الدين؛ ولهذا ذَكَّرهم الله عز وجل بهذه النعمة وحثهم على التمسك بها، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ


الشرح