قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ
إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ
لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾
[آل عمران: 103].
فالذي
ينشد الخير للأمة ويريد لها الصلاح والإصلاح، فإنه يدعوها إلى التمسك بالكتاب
والسُّنة. بينما الذي يريد لها الهلاك والضياع، فإنه يدعوها إلى التفرق والاختلاف،
ويقول: إنما هذه حريات، وهذه توسعة، وهذه... وهذه... هذا كله ضلال.
والجن
اعترفوا بأنهم قبل أن يسمعوا القرآن أنه كان منهم الصالحون، ومنهم مَن كان دون
ذلك، وكانوا طرائق قِدَدًا متفرقين، فهذا القرآن يجمع المختلفين ويوحدهم على الحق.
ثم
قالوا: ﴿وَأَنَّا
ظَنَنَّآ﴾ أي: أيقنا. لأن «الظن» يطلق
ويراد به اليقين أحيانًا، فـ «الظن» هنا معناه اليقين، قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
[البقرة: 249] أي: أيقنوا بلقاء الله سبحانه وتعالى والبعث والنشور.
﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن
نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا﴾ [الجن: 12]؛ لأننا ضعفاء، وأن الله سبحانه
وتعالى إذا طلبنا فهو قادر علينا، مهما كان عندنا من السلاح ومن المال، ومن
العَتاد والقوة والثروة، فإن هذا لا يغنينا من الله شيئًا. إن أراد الله سبحانه
وتعالى هلاكنا فلن تنفعنا هذه الأمور.
نعم،
القوة طيبة مع الإيمان ومع الدين، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ
وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ
يَعۡلَمُهُمۡۚ﴾ [الأنفال: 60].
أما إذا كانت القوة بدون دين، فإنها تكون في نحور أهلها.