×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قالوا: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰٓ، «الهدى» هو القرآن،؛ لأن القرآن هو الهدى. لما سمعناه ﴿ءَامَنَّا بِهِۦۖ: صدقنا أنه الحق، وأنه سبيل الرشاد، وأنه الذي ينقذنا من هذه المهالك.

﴿فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ: مَن يؤمن بربه سبحانه وتعالى ربًّا ومعبودًا، ويتمسك بشرعه ويطيعه.

﴿فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا أي: نقصًا من حسناته، بل يُضاعِف الله عز وجل للمؤمن أعماله، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 40]، فالله سبحانه وتعالى لا يَظلم أحدًا شيئًا من حسناته، بل إنه سبحانه وتعالى ينميها ويحفظها، ويضاعفها أضعافًا كثيرة.

﴿وَلَا رَهَقٗا: بأن يُعَذَّب بعمل غيره، ويوضع عليه شيء لم يعمله، يُرْهَق بذلك. فكُلٌّ يُجازَى بعمله، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ [فاطر: 18].

يقول الجن: ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ أي: إن بعضًا منا مسلمون، وهم الذين آمنوا بالله عز وجل وانقادوا له.

﴿وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ، وهم الكافرون الجائرون عن طريق الحق. فـ «القاسط» هو الجائر.

﴿فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا أي: أرادوا رشدًا من الله، والله عند حسن ظنهم به. و«الرشد»: ضد الغي.

﴿وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا أي: وَقودًا، توقد بهم وتُسَعَّر بهم نار جهنم.


الشرح