×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

هنا انتهى كلام الجن الذي ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم، وجاء كلام جديد.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا.

فقوله: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ: «أَنْ» مخففة من الثقيلة، والأصل «وأنهم لو استقاموا»، وهذا معطوف على قوله: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ [الجن: 1] في أول السورة، أي: «أوحي إلي أنه لو استقاموا»، أيضًا: أنهم لو﴿ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ أي: الإسلام والصلاح ﴿لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً أي: مطرًا مباركًا يُنبت لهم النباتات، ويوفر لهم المياه والخيرات.

ومعنى ﴿غَدَقٗا أي: مباركًا بسبب الطاعة والاستقامة على الطريق. وإنما تُحْبَس الأمطار بسبب أعمال بني آدم، إما لحبس الزكاة أو غير ذلك.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ: فالنعمة فتنة وامتحان وابتلاء من الله سبحانه وتعالى:

فإن استمروا على الطاعة وشكروا الله عز وجل، زادهم الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7].

وأما إذا كفروا النعمة، فإن الله عز وجل يعاقبهم بزوال هذه النعمة ويعذبهم.

المعنى الثاني للآية:﴿لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ أي: طريقة الكفر، أي: لو استمر الكفار على كفرهم، فإن الله سبحانه وتعالى يستدرجهم وينعم عليهم، ثم يأخذهم سبحانه وتعالى على غِرة، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ [الأنعام: 44] آيسون قانطون من رحمة الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى يستدرج بالنعم فينعم على الكفار.


الشرح