×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ أي: ومَن يُعْرِض عن القرآن ولم يَلتفت إليه. فالحديث كله عن القرآن.

﴿يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا أي: يُدخله الله سبحانه وتعالى في عذاب، ﴿صَعَدٗا: شاقًّا، لا مُخَلِّص له منه. وقيل: ﴿صَعَدٗا أنه يُكلَّف أنه يصعد جبلاً في جهنم، فإذا بلغ أعلاه جُذِب إلى أسفله وهوى على رأسه، ثم يُكلَّّف الصعود مرة أخرى، فهذا دأبه أبدًا؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا [المدثر: 17].

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ، هذا أيضًا معطوف على أول السورة في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ [الجن: 1]، أي: وأوحي إليَّ أن المساجد لله. ﴿ٱلۡمَسَٰجِدَ: هي مواضع الصلاة، المساجد تُبْنَى للعبادة لا للمباهاة والرياء والسمعة، بل تُبْنَى تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى. وأيضًا: لا يُمارَس فيها الشرك في العبادة والبدع والمحدثات، بل ينبغي أن تصان عن ذلك.

وخَصَّ سبحانه وتعالى الدعاء لأنه أعظم أنواع العبادة، وإلا فكل أنواع العبادة لا يجوز أن يُشْرَك مع الله عز وجل فيها، فلا يُذبح لغير الله، ولا يُنْذَر لغير الله، ولا يُتصدق لغير الله، ولا يُجاهَد لغير الله.

فلا يُشْرَك مع الله في عبادته، لا من الملائكة، ولا من الرسل، ولا من الأولياء والصالحين، ولا يُشْرَك مع الله أحد كائنًا مَن كان؛ لأن العبادة حق لله.

وهذا فيه وجوب تطهير المساجد من الشرك والبدع والمحدثات.

قال سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ [النور: 36- 37].


الشرح