قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا
مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا
نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا﴾
[الإسراء: 67].
وهذا
عَكْس ما عليه المشركون في حال الشدة: «مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ»!!
وقَارِن
بين هذا وبين قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا﴾،
بل إنه في آية أخرى قال تعالى: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ
ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠
إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف: 188].
كيف
يَغفلون عن القرآن، ويشركون بالله سبحانه وتعالى ويَغْلُون في رسول الله صلى الله
عليه وسلم، حتى يقول هذا الشاعر:
فَإِنَّ
مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا*** وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ
وَالْقَلَمِ
إذًا
ما بَقِي لله عز وجل شيء، فإذا صارت الدنيا والآخرة للرسول صلى الله عليه وسلم،
فماذا بَقِي لله سبحانه وتعالى ؟! وإذا كان ما في اللوح المحفوظ وما كتبه القلم
الذي خلقه الله جل جلاله وقال له: «اكْتُبْ» ([1])
بعضَ علم محمد صلى الله عليه وسلم، ليس كله، إذًا ما بَقِي لله عز وجل شيء، فصار
الرسول هو الرب!! هل هناك غلو أكثر من هذا؟! نسأل الله العافية.
فإذا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ولا لأقرب الناس إليه شيئًا من
دون الله سبحانه وتعالى، فكيف بغيرهم؟!
فأين الذين يَغْلُون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستغيثون به، ويستنجدون به، ويفعلون الأفاعيل من الشركيات، ويَنْسَون الله سبحانه وتعالى، وهم يقرءون هذه
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22705)، والطيالسي رقم (578).