الآيات؟! فالله سبحانه وتعالى أعماهم عن تدبرها،
وصاروا يتدبرون أبيات البُرْدة ويعملون بها!!
ثم
قال تعالى: ﴿قُلۡ
إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ﴾:
إذا أراد الله سبحانه وتعالى أَخْذه وتعذيبه، فلن يمنعه أحد من الله سبحانه وتعالى،
لا أحد يمنع مَن أراده الله بالعقوبة، فلا أحد يمنع عقوبة الله عمن أراد إنزالها
به، ولا أحد ينقذه من عذاب الله عز وجل.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنۡ
أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا﴾ أي: ملجأ ألجأ إليه وأعتصم به.
البَر والبحر والأرض والسماء لن تجيرك من عذاب الله سبحانه وتعالى، وليس لك مَلاذ،
فالله سبحانه وتعالى إذا طلبك أدركك سبحانه وتعالى !! فلماذا ينصرفون عن الله عز
وجل، ويتعلقون بالمخلوقين؟!
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنۡ
أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا﴾ أي: لا ينقذني من عذاب الله ﴿إِلَّا بَلَٰغٗا﴾:
إبلاغ رسالته سبحانه وتعالى التي حَمَّلني إياها، فإنني إذا قمت بإبلاغها فإن ذلك
يَمنع عني عذاب الله.
﴿إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ﴾:
﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ
فِيهَآ أَبَدًا﴾ أي: بالشرك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
يدعو إلى التوحيد وتَرْك عبادة الأصنام. فمَن عصاه وبَقِي على الشرك وعبادة غير
الله، فإن مصيره إلى جهنم حتمًا، وهي مأواه دائمًا وأبدًا.
المراد هنا: معصية الشرك. وأما المعاصي التي هي دون الشرك، فهذه تحت مشيئة الله عز وجل؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116].