×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا، أي: تحركًا في أعمالك وأشغالك، فتجعلها في النهار. لأن الإنسان بحاجة إلى طلب الرزق، وبحاجة إلى الذَّهاب والإياب، وبحاجة إلى التكسب.

فيجعل هذا في النهار، وهو وقت طويل يتسع للحركة وطلب الرزق والأعمال التي تساعده على طاعة الله سبحانه وتعالى.

فيُخصِّص الليل للتهجد، ويُخصِّص النهار للأعمال التي يحتاج إليها، وبذلك تنتظم عليه أموره وتَسْهُل عليه.

ومع هذا فلا تَغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى في النهار، قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ، ولا تَغفل عن ذكر الله عز وجل. فاجعل لك نصيبًا من صلاة النافلة في النهار، واجعل لك نصيبًا من التسبيح والتهليل والتكبير والأذكار، واجعل لك نصيبًا من تلاوة القرآن.

فلا تُخْلِ النهار من الذكر والعبادة، وتعتقد أن النهار لعمل الدنيا فقط وأن الليل لعمل الآخرة، فكلاهما وقت للأعمال المفيدة.

﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ: اذكره بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، وأكثِرْ من ذلك.

﴿وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا التبتل بمعنى: الانقطاع. فتنقطع إليه، وتفوض أمورك إليه سبحانه وتعالى وتُعَلِّق قلبك به، وتشتغل بطاعته، حتى وأنت في أعمال الدنيا، فاشتغل بذكر الله سبحانه وتعالى.

﴿رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ: المشرق والمغرب جاء هنا مفردًا، وجاء في آية أخرى مُثَنًّى: ﴿رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَيۡنِ [الرحمن: 17].

وجاء في آية ثالثة جمعًا: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَٰرِقِ وَٱلۡمَغَٰرِبِ [المعارج: 40].

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ، أي: النجوم والكواكب، فهي تشرق منه الشمس والنجوم والقمر، ﴿وَٱلۡمَغۡرِبِ تغرب منه، فهو شامل، وإن كان لفظه مفردًا، فهو شامل للمشارق والمغارب.


الشرح