×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ أي: لا معبود بحق سواه سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الرب الخالق، وما عداه فهو مخلوق مُدَبَّر، فالمعبود حقًّا هو الله سبحانه وتعالى، وما عُبِد سواه، فإن عبادته باطلة؛ ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [الحج: 62].

﴿فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا فَوِّض إليه أمورك. والتوكل من أعظم أنواع العبادات، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ [هود: 123].

لا تتوكل على غيره؛ لأن التوكل عبادة، ولا تكون العبادة إلاَّ لله سبحانه وتعالى، فمَن توكل على غيره فقد أشرك. وأما أنك تُوكِّل مَن يقوم لك ببعض الأعمال مثل البيع والشراء، فهذا يسمى توكيلاً. وأما التوكل، فهو لا يكون إلاَّ على الله سبحانه وتعالى.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [آل عمران: 122].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ [إبراهيم: 12].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23].

فتوكل عليه في أمورك التي لا يَقْدِر عليها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ أي: اصبر، ولا تلتفت إلى ما يقوله المشركون فيك ويذمونك به، مِن قولهم: إنه مجنون، إنه ساحر، إنه كاهن... إلى غير ذلك من أقوال الذم، فلا تقابلهم بالمثل، ولكن اصبر على ما يقولون.

وهذا كان قبل أن يُفْرَض الجهاد؛ لأن السورة مكية.

وفي هذا تعليم للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من أتباعه. فالذي يتراجع إذا ذمه الناس، أو قالوا فيه أو آذوه، يتراجع عن فعل الخير والدعوة وعن الأمر


الشرح