﴿وَءَاتُواْ
ٱلزَّكَوٰةَ﴾: زكاة المال، وهي فريضة، وهي الركن الثالث من أركان
الإسلام، وهي قرينة الصلاة في الذِّكر دائمًا، فهي ليست تبرعًا من الإنسان، وإنما
هي فريضة عليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾
[المعارج: 24- 25].
ثم
قال سبحانه وتعالى: أي: تَصَدَّقُوا صدقة التطوع من أموالكم على المحتاجين وفي
وجوه الخير.
أقرِضوا
الله من أموالكم قرضًا حسنًا، لا مِنَّة فيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾
[البقرة: 264].
فأنت
حينما تُقرض المخلوق أو تتصدق عليه، فإنما تقرض الله سبحانه وتعالى؛ لأنك تجد ذلك
عند الله ويخلفه الله سبحانه وتعالى عليك، فهذا مما يُطمئن المتصدق أنه يُقرض الله
وأنه لا يضيع قرضه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾
[سبأ: 39].
لأن
الله سبحانه وتعالى لا يقترض من حاجة منه إلى عباده، وإنما يقترض منهم لمصلحتهم،
وإلا فإن الله غني عنهم!
ولما
سَمِع بعض اليهود هذا القرآن، قالوا: «إن الله فقير، ونحن أغنياء»، وهم يعلمون أن
هذا الكلام باطل، لكنهم يريدون أن يسخروا من القرآن ويسخروا من محمد صلى الله عليه
وسلم.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿لَّقَدۡ
سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ
أَغۡنِيَآءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ
حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ﴾
[آل عمران: 181]: وعيد من الله سبحانه وتعالى.
فالله
يقترض لا لحاجة، أما المخلوق فيقترض للحاجة. والقرض بين الخَلْق هو بأن يَدفع
المُقْرِض القرض لمن يَقضي به حاجته ثم يَرُد