×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

بدله. وفي هذا ثواب عظيم، كونك تقرض المحتاجين وتسد حاجاتهم ويَرُدون عليك قرضك - هذا فيه فضل عظيم، فمالك يرجع إليك، ويرجع الثواب من الله سبحانه وتعالى إليك.

﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا: عامٌّ، أي: من كل الخير، سواء أكان خيرًا ماليًّا أو غير ذلك من وجوه الخير، أي خير تعمله من مال وغيره، فإنه لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى.

﴿وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ: أعظم أجرًا من الله سبحانه وتعالى، الحسنة بعشر أمثالها إلى سَبعمِائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.

قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 261- 262].

فعلى المسلم أن يُحْسِن النية، وألا يَحرم نفسه وألا يبخل على نفسه.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ أي: اطلبوا منه المغفرة عن التقصير؛ لأن الإنسان مهما عمل من الأعمال يكون عنده تقصير، فالتقصير ملازم له، فيَجبره بالاستغفار.

والاستغفار: هو طلب المغفرة للذنوب والخطايا والسيئات. ومَن لزم الاستغفار، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، كما في الحديث ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1518)، وابن ماجة (3819)، والطبراني في «الكبير» رقم (10665).