×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 بعضًا فيما اختلفنا فيه».

فإن هذا كلام باطل وليس من الدعوة في شيء؛ لأنه لا بد من إصلاح العقيدة أولاً، نجتمع عليها، ثم ننطلق منها إلى بقية الأعمال، فالعقيدة هي الأصل الذي نبني عليه.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ قيل: معناه: لا تُعْطِ العطاء تريد أن يُرَد عليك أكثر منه. وقيل: المراد ﴿وَلَا تَمۡنُن: لا تُعْجَب بأعمالك وتستكثرها، بل تعتبر ما تقدمه يسيرًا في حق الله سبحانه وتعالى. ولا مانع من أن يراد المعنيان.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ؛ لأن الذي يقوم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ويُنْذِر، فإنه يتعرض إلى أذى من المعارضين المخالفين، فيحتاج إلى صبر وتَحَمُّل على ما يَلقى في سبيل ذلك من المعارضين والمخالفين، فيكون صبره لوجه الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ [النحل: 127].

هذه هي وصايا رب العالمين لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما أرسله إلى الناس، وهذا هو الأساس الذي انطلق منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما رسمه له ربه.

ثم ذَكَر بعد ذلك يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ: إن هؤلاء المعارضين والمشركين لهم موعد عند الله سبحانه وتعالى، يحاسبهم فيه على أعمالهم، فهم ليسوا بمهملين ولا متروكين، فدع أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.

قال سبحانه: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ: النَّقْر: هو الصوت ([1]). و﴿ٱلنَّاقُورِ: هو القَرْن الذي سينفخ فيه إسرافيل عليه السلام عند قيام الساعة نفختين:


الشرح

([1])انظر: مادة (نقر) في العين (5/ 144)، وتهذيب اللغة (9/ 91)، ومقاييس اللغة (5/ 468).