النفخة الأولى:
نفخة الصعق، فيَهلك كل مَن كان موجودًا إلاَّ مَن استثناه الله سبحانه وتعالى، قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن
شَآءَ ٱللَّهُۖ﴾ [الزمر: 68].
النفخة
الثانية: نفخة البعث، قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾
[الزمر: 68].
قال
سبحانه وتعالى: ﴿فَذَٰلِكَ
يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ﴾:
هذا اليوم صعب على الكافرين، الذين كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفروا
بالرسل.
وقوله
سبحانه وتعالى: ﴿عَلَى
ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ يشمل جميع الكافرين من أول الخلق إلى آخرهم، كلهم
سيلاقون عُسرًا في هذا اليوم. والعُسْر: ضد السهولة واليُسْر. وأما على المؤمنين،
فإنه سيكون هذا اليوم سهلاً.
ثم
ذَكَر وعيد المعارضين لهذه الدعوة فقال سبحانه وتعالى: ﴿ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا﴾،
وعلى رأسهم الوليد بن المغيرة المخزومي وأبو جهل من صناديد قريش.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿ذَرۡنِي
وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا﴾: خلقتُه وأخرجته من بطن أمه، ليس
معه شيء من الأموال ولا من الأولاد. ثم إن الله سبحانه وتعالى رزقه المال والولد،
ولكنه لم يشكر الله عز وجل.
﴿وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا﴾:
كان له أموال في مكة وكان ثريًّا، وفي الطائف كان يملك البساتين، وكان يسمى
«زَهْرة مكة»؛ لعِظم شأنه عندهم وثروته؛ مما غره بالله، ﴿وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا﴾
أي: كثيرًا ممتدًّا.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَبَنِينَ
شُهُودٗا﴾: يَبلغون تسعة أو ثلاثة عَشَر، كلهم حضور عنده، لا
يسافرون؛ لتَقَر بهم عينه ويُسَر بهم ويخدموه. وهذا من نعم