×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الجهمية يقولون: إن القرآن خَلَقه الله في اللوح، أو خَلَقه في جبريل، أو خَلَقه في محمد، فالقرآن مخلوق. تعالى الله عما يقولون.

من اعتقد معتقدهم، فإنه يوافق قول الوليد بن المغيرة.

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ: ﴿سَأُصۡلِيهِ أي: سأُدخله في النار، يصطلي بها.

﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سَقَرُ: تفخيم لشأن النار وتهويل لها.

﴿لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ: لا تُبْقِي اللحم ولا تَذَر العظام، بل إنها تحرقها ثم تعود كما كانت، أبد الآباد يعذبون في جهنم، والعياذ بالله.

وقيل: ﴿وَلَا تَذَرُ هو نفس معنى ﴿لَا تُبۡقِي، فيكون ذلك من باب التأكيد.

﴿لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ: «البَشَر» المراد به: الجِلد، أنها تَلُوحه بالحرارة الشديدة وتنضجه - والعياذ بالله - قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ [النساء: 56].

هذه أوصاف النار التي سيصلاها هذا الكافر المعارض المعاند، وكذلك أشباهه من المعارضين المعاندين لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا القرآن، وكل مَن جاء بعدهم إلى يوم القيامة.

قال سبحانه وتعالى: ﴿عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ أي: يقوم على خزانتها تسعة عَشَر من الملائكة الكرام، ولا يَعلم عِظمهم وقوتهم وخِلقتهم إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فلا يُفلت أهل النار منها وعليها هؤلاء الملائكة الأقوياء الشداد، قال سبحانه وتعالى: ﴿عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6].


الشرح