﴿إِلَىٰ
رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾: بالظاء المشالة، أي: مُعايِنة لله بالأبصار.
وهذا أعلى النعيم!! أن ينظروا إلى الله عز وجل، الذي آمنوا به في الدنيا ولم يروه،
وإنما آمنوا به لما قام عندهم من البراهين والأدلة عليه سبحانه وتعالى ومن أخبار
الرسل، فآمنوا به وهم لم يروه، ولكنهم رأوا آياته وبراهينه، فآمنوا به.
فالله
سبحانه وتعالى يَجزيهم يوم القيامة أنه سبحانه وتعالى يتجلى لهم، فيرونه عِيانًا
بأبصارهم!! وهذا أعظم نعيم يجدونه في الآخرة، وهو النظر إلى وجه الله الكريم.
وقد
تواترت الأدلة من الكتاب والسُّنة النبوية على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة
عِيانًا بأبصارهم لا يَتضامُّون برؤيته، بل كُلٌّ يراه على حدة، بدون أن يتزاحموا
لرؤيته سبحانه وتعالى.
وفي
الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ»
فَقَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ» فَقَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَ
رَبَّكُمْ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ...» ([1])
الحديث.
فهي
رؤية حقيقية بالأبصار، دلت عليها الأدلة المتواترة من القرآن؛ مثل هذه الآية.
وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞوَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [يونس: 26]، فـ ﴿ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾: هي الجنة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (806)، ومسلم رقم (182).