و«الزيادة»: هي النظر إلى وجه الله الكريم؛ كما
في صحيح مسلم في تفسير هذه الآية، قال سبحانه وتعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ
وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞوَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ﴾ [يونس: 26] ([1]).
والأحاديث
في هذا كثيرة في الصحاح، في أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة
عِيانًا بأبصارهم.
ومما
يدل على أن المؤمنين يرون ربهم في القرآن: قوله سبحانه وتعالى عن الكفار: ﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن
رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾
[المطففين: 15] فدل ذلك على أن الكفار لا يرون الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم
كفروا به في الدنيا ولم يؤمنوا به، فحُرِموا من رؤيته يوم القيامة. فدل هذا بمفهومه
على أن المؤمنين لا يُحْجَبون عن الله، بل يرونه سبحانه وتعالى.
﴿وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۢ بَاسِرَةٞ﴾ أي: كاسفة مُسْوَدَّة. وهي وجوه الكفار.
﴿تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ﴾ أي: مصيبة وقاصمة للظهر والفَقَار؛ من العذاب الذي
سيَلْقَوْنه.
ولما
ذَكَر سبحانه وتعالى القيامة الكبرى وما فيها من الأهوال، ذَكَر الموت وهو القيامة
الصغرى، فالإنسان إذا مات قامت قيامته؛ لأنه انتقل من الدنيا إلى الآخرة.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّآ
إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ ٢٦ وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ ٢٧ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ ٢٨ وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ ٢٩ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ﴾.
﴿كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ﴾ أي: الرُّوح عند الاحتضار، ﴿ٱلتَّرَاقِيَ﴾: جمع تَرْقُوة، وهي العظام المحيطة بالعنق من الجانبين. وفي الآية الأخرى قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ﴾ [الواقعة: 83]، أي: بلغت الرُّوح الحلقوم.
([1])كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (181).