×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم يقبضها مَلَك الموت عند ذلك، فملائكة الموت تسوقها من العروق ومن الجسم ومن الأعضاء، حتى تجتمع في الحلقوم، فيقبضها ملك الموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ [السجدة: 11].

﴿وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ: قال الحاضرون عند هذا الميت: مَن الذي يرقي هذا الميت بأن يقرأ عليه الرُّقْية لعله يُشْفَى؟! فهم يَطلبون له الشفاء بالرُّقّْية؛ لأنهم كانوا يعالجون المريض بالرُّقْية.

وقيل: ﴿وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ أي: مَن الذي يَرْقَى برُوحه إلى السماء من الملائكة؟ لأن الرُّوح إذا قُبِضت يُصْعَد بها إلى السماء: فرُوح المؤمن تصعد بها ملائكة الرحمة، ويُنتهى بها إلى الله سبحانه وتعالى، ثم يأمر بِرَدِّها إلى الأرض. ورُوح الكافر تَصعد بها ملائكة العذاب، فإذا وصلوا إلى السماء الدنيا أُغلقت أبوابها، فلا تدخل السموات!! قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ [الأعراف: 40]، فتُطْرَح إلى الأرض طرحًا بشدة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ ٢٨ وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ أي: عند الاحتضار.

بمعنى: اجتمعت على المُحتضَر الشدائد في تلك اللحظة: شدة الألم ونَزْع الرُّوح، وشدة مفارقته للأهل والأموال! فهي شدائد تجتمع عليه زيادة على ما هو فيه من الاحتضار.

وقيل: التفت ساقا الميت عند الاحتضار، والتف بعضها على بعض، فلا يستطيع المشي أو الجلوس، إذ تعطلت رجلاه وانطوى بعضها على بعض، ولُفَّت بالكفن، بدل أن كانت تنقل صاحبها فإنها تعطلت ولُفت بالكفن.


الشرح