×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ أي: المصير بعد الموت حين يلقى ربه سبحانه وتعالى، فكل بني آدم يَلْقَوْن ربهم، المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، يَلْقَوْن ربهم سبحانه وتعالى، فإليه سبحانه وتعالى يُرَدون ويَرجعون، لا مفر لهم عنه ولا محيد لهم عنه، ولا مأوى عن الذَّهاب إلى الله سبحانه وتعالى.

فماذا تكون حال الكافر عند لقاء الله، وهو لم يعمل صالحًا؟!

﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ: ﴿فَلَا صَدَّقَ أي: لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل كفر، ﴿وَلَا صَلَّىٰ لله عز وجل. وهذا فيه تعظيم شأن الصلاة، وأنها تأتي بعد الإيمان بالله، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، فإذا شهد أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، وصَدَّق وآمن، تأتي الصلاة أول شيء، فأول أعمال المسلم هي الصلاة.

﴿وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ أي: بدلاً من أن يُصَدِّق، فإنه كَذَّب وكفر بالله سبحانه وتعالى. وبدلاً من أن يصلي تولى؛ لأن الصلاة إقبال على الله سبحانه وتعالى، وتَرْكها تَوَلٍّ وإعراض عن الله. فهذا فيه تعظيم قدر هذه الصلاة، التي يتهاون فيها كثير من الناس ويزهدون فيها، فيكون هذا مصيرهم عند الموت.

﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ متكبرًا في مِشيته، وكأن ليس أمامه حساب وجنة أو نار.

فيقال له: ﴿أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ ٣٤ ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ: هذه كلمة عذاب ووعيد كررها الله سبحانه وتعالى للتأكيد.

﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ: هذا الإنسان الذي لا صَدَّق ولا صلى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى، أيظن ﴿أَن يُتۡرَكَ سُدًى لا يُؤْمَر ولا يُنْهَى، ولا يُبْعَث ولا يُجازَى؟!


الشرح