×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فالمؤمنون يوم القيامة على ثلاث طبقات: منهم الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.

والظالم لنفسه هو العاصي الذي معصيته دون الشرك، فهو تحت المشيئة: إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه.

والمقتصد هو الذي يفعل الطاعات ويترك المحرمات، فهو اقتصر على فعل الطاعات فلم يترك منها شيئًا، وتَجَنَّبَ المحرمات فلم يفعل منها شيئًا. وهؤلاء هم الأبرار.

ثم السابقون المقربون، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات.

ودرجاتهم يوم القيامة بحَسَب ذلك، قال سبحانه وتعالى: ﴿هُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ [آل عمران: 163].

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى جزاء الأبرار فقال: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ: الكأس هو وعاء الشراب، ﴿كَانَ مِزَاجُهَا: أي خَلْطها وما تُمْزَج به، ﴿كَافُورًا: والكافور نَبْت طيب الرائحة، بارد المذاق. فَهُم يشربون شرابًا مطيبًا بالكافور.

وكان مصدر هذا الشراب ﴿عَيۡنٗا، ﴿يَشۡرَبُ بِهَا أي: يشرب منها، ﴿عِبَادُ ٱللَّهِ، والمراد: العبودية الخاصة، وهم أهل الإيمان. وإلا فإن كل الخلق عباد الله - مؤمنهم وكافرهم - العبودية العامة، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا [مريم: 93]، هذه عبودية عامة. وأما العبودية الخاصة فإنها للمؤمنين، فكلمة ﴿عِبَادُ ٱللَّهِ يراد بها المدح.


الشرح