×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ [الحج: 29]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ [البقرة: 270]، فهذا فيه أن الله سبحانه وتعالى يَعلم النذر ويَعلم النفقة التي ينفقها الإنسان، فيجازي عليهما.

فالوفاء بنذر الطاعة واجب.

وأما نذر المعصية، فلا يجوز الوفاء به؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ». فمَن نذر للقبر وللضريح وللأموات ليتقرب إليهم، فإنه لا يجوز له أن يفي بهذا النذر؛ لأنه نذر معصية. وكذلك مَن نذر ألاَّ يصل رحمه أو نذر ألاَّ يتصدق، فإنه لا يفي بهذا النذر، يتركه؟

وهل تجب عليه كفارة يمين أو لا تجب؟

هذا محل خلاف بين العلماء، إنما أجمعوا على أنه لا يجوز الوفاء بنذر المعصية ويجب التوبة منه.

الثانية من صفاتهم: ﴿وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا: يخافون من يوم القيامة وما فيه من الأهوال. ولَمَّا خافوا منه استعدوا له. فليس المراد مجرد الخوف منه فقط، لكنه خوف معه عمل واستعداد.

﴿كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا: كان شره منتشرًا، وليس شره في مكان خاص أو في وقت خاص، وإنما هو منتشر.

والثالثة من صفات الأبرار: في قوله جل جلاله: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا.

﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ أي: يتصدقون بالطعام على المحتاجين.

﴿عَلَىٰ حُبِّهِۦ، أي: هم يرغبون فيه، فهم يُؤْثِرون على أنفسهم. أما أنك لا تُطْعِم من الطعام إلاَّ الذي لا تريده أو أنه طعام فاسد،


الشرح