يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ، وَلاَ
أَنَا، إلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا»
([1]).
فالمؤمن
يرجو فضل الله سبحانه وتعالى وإحسانه؛ ولهذا جاء في الحديث:
عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «خَرَجَ مِنْ عِنْدِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ آنِفًا
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ لِلَّهِ عَبْدًا
مِنْ عَبِيدِهِ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى خَمْسَ مِائَةِ سَنَةٍ عَلَى رَأْسِ
جَبَلٍ فِي الْبَحْرِ عَرْضُهُ وَطُولُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا فِي ثَلاَثِينَ
ذِرَاعًا وَالْبَحْرُ مُحِيطٌ بِهِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ فَرْسَخٍ مِنْ كُلِّ
نَاحِيَةٍ.
وَأَخْرَجَ
اللَّهُ تَعَالَى لَهُ عَيْنًا عَذْبَةً بِعَرْضِ الأُْصْبَعِ تَبَضُّ بِمَاءٍ
عَذْبٍ فَتَسْتَنْقِعُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَشَجَرَةَ رُمَّانٍ تُخْرِجُ لَهُ
كُلَّ لَيْلَةٍ رُمَّانَةً فَتُغَذِّيهِ يَوْمَهُ، فَإِذَا أَمْسَى نَزَلَ
فَأَصَابَ مِنَ الْوضُوءِ وَأَخَذَ تِلْكَ الرُّمَّانَةَ فَأَكَلَهَا ثُمَّ قَامَ
لِصَلاَتِهِ.
فَسَأَلَ
رَبَّهُ عز وجل عِنْدَ وَقْتِ الأَْجَلِ أَنْ يَقْبِضَهُ سَاجِدًا وَأَنْ لاَ
يَجْعَلَ لِلأَْرْضِ وَلاَ لِشَيْءٍ يُفْسِدُهُ عَلَيْهِ سَبِيلاً حَتَّى بَعَثَهُ
وَهُوَ سَاجِدٌ».
قَالَ:
فَفَعَلَ فَنَحْنُ نَمُرُّ عَلَيْهِ إِذَا هَبَطْنَا وَإِذَا عَرَجْنَا فَنَجِدُ
لَهُ فِي الْعِلْمِ أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ
اللَّهِ عز وجل فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ
بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: رَبِّ بَلْ بِعَمَلِي!!، فَيَقُولُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا
عَبْدِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، بَلْ بِعَمَلِي!!،
فَيَقُولُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: رَبِّ
بَلْ بِعَمَلِي!!
فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل لِلْمَلاَئِكَةِ: قَايِسُوا عَبْدِي بِنِعْمَتِي عَلَيْهِ وَبِعَمَلِهِ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5673)، ومسلم رقم (2816).