القسم الثاني:
أرواح المؤمنين، قال الله في ذلك: ﴿وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا﴾، تنزعها
بسهولة كما ينشط البعير من العِقال بسرعة.
﴿وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا﴾ هي
الملائكة تَسْبَح في الفضاء صاعدة ونازلة.
﴿فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا﴾، أي:
الملائكة التي تسبق الشياطين في حمل الوحي من الله جل جلاله إلى رسله، فلا تتمكن
الشياطين من استراقه.
﴿فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا﴾، أي:
الملائكة التي يأمرها الله سبحانه وتعالى بتدبير هذا الكون، فكل صنف من الملائكة
له عمل خاص: فهناك ملائكة موكلون بالقَطْر، وهناك ملائكة موكلون بالنبات، وهناك
ملائكة موكلون بالوحي، وهناك ملائكة موكلون بقبض الأرواح، وهم عزرائيل عليه السلام
وأعوانه من ملائكة الموت، وهناك ملائكة موكلون بالأجنة في بطون الأمهات.
فهذه
التدبيرات في الكون العلوي والسفلي - تُنفذها الملائكة بأمر الله سبحانه وتعالى.
وجواب
القَسَم - والله أعلم - هو قوله عز وجل: ﴿يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ﴾
أي: صعقة الموت، ﴿تَتۡبَعُهَا
ٱلرَّادِفَةُ﴾ صعقة البعث.
فهؤلاء
الذين ينكرون البعث يُعجزون الله جل جلاله ويَجهلون قدرته، وهذا لعدم إيمانهم بأنه
على كل شيء قدير ولا يُعجزه شيء؛ لأنهم يقيسون قدرة الله على قدرتهم.
﴿قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ﴾،
يصيبها الخوف من هذا الحدث الهائل العظيم.
﴿أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ﴾،
أي: ذليلة، فلا تستطيع النظر من شدة الهول والخوف والفزع.
وعند ذلك يتعجبون فـ ﴿يَقُولُونَ﴾، أي: يقول المشركون المكذبون بهذا البعث: ﴿يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ ١٠ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ﴾؟