×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

أي: إلى حالتنا الأولى في الدنيا، فهم يستبعدون هذا، قال عز وجل: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ [يس: 78- 79]، الذي أنشأها من العدم ألاَّ يَقدر على أن يعيدها؟! قال عز وجل: ﴿قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ [يس: 79].

﴿قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ، أي: إِنْ صَدَق محمد صلى الله عليه وسلم فيما يقول وأننا سنبعث، فنحن خاسرون؛ لأننا لم نستعد لهذا!! فاعترفوا على أنفسهم بالخَسارة عند البعث.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى قدرته الهائلة التي لا يعجزها شيء، فقال عز وجل: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ، حينما ينادي المَلَك الأموات من قبورهم فيقومون؛ كما قال عز وجل: ﴿خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ ٧ مُّهۡطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِۖ يَقُولُ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَسِرٞ [القمر: 7- 8]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ [الروم: 25].

فيناديهم المَلَك بأمر الله جل جلاله في قبورهم، فيقول: أيتها العظام المتفرقة

والشعور المتناثرة واللحوم المتمزقة، إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء!! فيقومون من قبورهم وتعود إليهم أرواحهم، ويسيرون إلى المحشر.

﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ *: في أرض المحشر، و«الساهرة» هي الأرض المستوية، فأرض المحشر مستوية، ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا ١٠٥ فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا ١٠٦ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجٗا وَلَآ أَمۡتٗا [طه: 105- 107].


الشرح