فهم
يتبعون المسلمين والأبرار، ويُحْصُون عليهم الأخطاء - إن كان لهم أخطاء -،
ويَنْسَوْن ما هم عليه من الكفر والضلال والأخطاء العظيمة المهلكة!
وهكذا
هي حالة الشقي يتتبع أخطاء غيره وينسى أخطاء نفسه، كما في الحديث: «يَرَى
أَحَدُهُمُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَلاَ يَرَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِ
نَفْسِهِ» ([1]).
قال
عز وجل: ﴿فَٱلۡيَوۡمَ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، يوم
القيامة، ﴿مِنَ
ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ﴾،
الذين كانوا يضحكون منهم في الدنيا، صار المؤمنون يضحكون منهم في الآخرة، من باب
الجزاء، إذا رأوهم في العذاب والذلة والصَّغار.
﴿عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ﴾،
أي: المؤمنون جالسون على الأرائك، وهي: المجالس الرفيعة يُشْرِفون على الكفار في
جهنم وهم يُعَذَّبون؛ من أجل أن تقر أعينهم بعدل الله سبحانه وتعالى وإنصافه لهم.
وينظرون
إلى ما لهم من النعيم والسرور، وأعلى من ذلك فإنهم ينظرون إلى وجه الله الكريم.
ولهذا
ما قال الله سبحانه وتعالى: «ينظرون إلى كذا وكذا»، بل إنه سبحانه وتعالى أطلق،
فَهُم ينظرون إلى كل ما يَسُرهم.
ثم قال جل جلاله: ﴿هَلۡ ثُوِّبَ ٱلۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾، أي: قد تم مجازاة الكفار. فهذا استفهام تقرير.
([1])أخرجه: ابن حبان رقم (5761)، وابن المبارك في «الزهد» رقم (212)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6337).