فأنت
تعمل لنفسك، وقد أنذرك الله وبَلَّغك، وكل هذا يُسَجَّل عليك، وستلاقيه إذا بُعِثتَ
يوم القيامة.
فالضمير
في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَمُلَٰقِيهِ﴾ يرجع إلى ﴿رَبِّكَ﴾. وقيل:
الضمير يرجع إلى ﴿كَدۡحٗا﴾، أي: إلى عملك وكدحك، والمعنى - والله أعلم -: أنت
ملاقٍ عملك من خير أو شر، فاعمل ما شئت فستلاقيه أمامك محصى، لا يَضيع منه شيء!!
ثم
بَيَّن الحالة التي يكون عليها الإنسان إذا لَقِي الله سبحانه وتعالى، فقال عز وجل:
﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ
كِتَٰبَهُۥ﴾، أي: كتاب أعماله ﴿بِيَمِينِهِۦ﴾، وهو المؤمن الذي آمن بالله سبحانه وتعالى في هذه
الدنيا، وعَمِل صالحًا وملأ صحائفه بالأعمال الصالحة، فهذا يُعْطَى كتابه بيده
اليمنى تكريمًا له؛ لأن اليد اليمنى تُستعمل في مباشرة الأعمال الطيبة.
﴿فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا﴾،
حسابًا سهلاً، وهو العرض، فلا يُناقَش؛ حيث تُعْرَض عليه أعماله فيَغفر الله
سبحانه وتعالى له ما كان فيها من الذنوب، فلا يدقق عليه ويناقشه، وإنما هو العرض
فقط.
وبعدها
ينقلب إلى أهله في الجنة مسرورًا؛ لأنه تَخَلَّص من هذه الأهوال وهذه المواقف
الصعبة.
1-
منهم مَن يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب؛ كما صح في الأحاديث ([1])،
وهم: السابقون والمقربون.
2- ومنهم مَن يحاسب حسابًا يسيرًا - وهو العَرْض - وينقلب إلى أهله مسرورًا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5705)، ومسلم رقم (220).