×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ، أي: ظن أن لن يرجع إلى الله، وسيظل يتلذذ بشهوات الدنيا المحرمة. و«الحَوْر» هو: الرجوع، مِن حار، أي: رجع ([1]) ولهذا جاء في الحديث: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ» ([2]).

فـ «الكَوْر» هو: التمام، و«الحَوْر» هو: النقص والرجوع. فهو صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من النقص بعد التمام، ومن الضلال بعد الهداية.

قال عز وجل: ﴿بَلَىٰٓۚ، أي: سيحور وسيرجع إلى الله سبحانه وتعالى، خلاف ظنه وتوقعه، ويُجازَى بعمله.

﴿إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا، فربه الذي خلقه وأَمَره ونهاه، وأنعم عليه وأمهله - كان بصيرًا بأعماله وتصرفاته في هذه الدنيا، فليفعل ما يشاء فلن يفوت على الله عز وجل، ولن يَنسى ما عمله بل يحصيه عليه، ولن يُسوِّي بين المحسن والمسيء.

﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ، أي: أُقسم بالشفق. والله سبحانه وتعالى يُقْسِم بما شاء من خلقه، ولا يُقْسِم إلاَّ بشيء فيه عبرة وله أهمية؛ لأجل أن يَلفت الأنظار إليه، أما المخلوق فلا يُقْسِم إلاَّ بالله.

﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ، وهو: الحُمْرة التي تكون بعد مغيب الشمس في الأفق، فإذا غَرَبت الشمس في المغرب بَقِي بعدها حمرة من إشعاعها، تستمر إلى دخول وقت العشاء، فيدخل وقت العَتَمة، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.


الشرح

 ([1])انظر: مقاييس اللغة (2/ 117)، ولسان العرب (4/ 217)، وتاج العروس (11/ 99).

 ([2])أخرجه: مسلم رقم (1343).