×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩، هذا القرآن العظيم الذي فيه العبر والعظات، وفيه العجائب، وهو كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، أبلغ الكلام وأصدقه وأحسنه وأحلاه - إذا قرئ عليهم لا يخضعون لأوامره ونواهيه، ولا يستجيبون له، ولا يُصَلُّون ولا يسجدون تعظيمًا لله؛ كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ[المرسلات: 48].

وهذه الآية من الآيات التي يُشْرَع السجود عند قراءتها.

فهم يتعجبون من أسلوبه ومضامينه التي احتوى عليها، وهذا القرآن لا ينتهي عجبه أبدًا!! فمهما تأملت فيه فإنك لن تصل إلى نهاية. وكُلٌّ يَفهم من هذا القرآن بقدر ما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الفَهْم، فالناس فيه بين مُقِل ومستكثر لمن تدبر هذا القرآن، ولكن مع هذا لا يَلتفتون إليه!!

﴿بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ بهذا القرآن. فالكفار يقولون: إن هذا أساطير الأولين، وإنه ليس بكلام الله سبحانه وتعالى ! والجهمية والمعتزلة يقولون: «إن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم، وهذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم، أو كلام جبريل عليه السلام، خَلَقه الله فيهما»!!.

﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ، بما يُضْمِرون في صدورهم من الشك والرَّيب والكفر.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى عاقبتهم، فقال: ﴿فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ: هذه نتيجة عملهم وموقفهم من القرآن.

﴿فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، أي: أَخبِرهم بخبر يظهر أثره السيئ على بَشَرتهم وعلى جلودهم. فالخبر السارّ يَظهر أثره على بَشَرة الإنسان بالسرور والانبساط، والخبر السيئ يَظهر أثره على بَشَرة الإنسان بالسواد والانقباض. وهذا واضح أن الإنسان يَظهر على بَشَرته آثار السرور، أو آثار الضد والحزن والخوف.


الشرح