عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ
أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ
وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً،
فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ
إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ
شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ
شِدَّةِ الْفَرَحِ» ([1]).
فالله
سبحانه وتعالى أشد فرحًا من هذا الرجل براحلته، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ
ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾
[البقرة: 222].
﴿ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ﴾،﴿ٱلۡعَرۡشِ﴾ في الأصل: السرير الذي يَجلس عليه المَلِك. والله
سبحانه وتعالى له عرش فوق مخلوقاته، وهو أعظم مخلوقات الله، وهو سبحانه وتعالى
مستوٍ على هذا العرش استواء يليق بجلاله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى
ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]،
في سبعة مواضع من كتابه، أي: علا وارتفع. وقد وَصف هذا العرش بأنه مجيد وأنه كريم.
وقرئ:
﴿ذُو ٱلۡعَرۡشِ﴾[البُرُوج: 15]، بالضم على أنه صفة للرب سبحانه وتعالى،
ومن أسماء الله سبحانه وتعالى: المجيد.
﴿فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ﴾،
أي: لا يُعجزه شيء. قال عز وجل: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن
فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].
فمهما أراده فَعَله لا معقب لحكمه، ولا يُسأل عما يفعل؛ لعظمته وقهره وحكمته وعدله، فكل ما أراده الله سبحانه فإنه يفعله. بخلاف المخلوق، فقد يريد شيئًا ولكنه يَعجز عن فعله.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2747).