×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم ذَكَر الله ما أعده للمؤمنين الذين أُحرقوا وعُذبوا، وصبروا على دينهم - من الثواب والجزاء العظيم، فقال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ، تأمل الفرق بين الفريقين: فالكفار قال عز وجل في حقهم: ﴿فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ، وهؤلاء المؤمنون ﴿لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ، أي: يكونون في جنات النعيم.

﴿ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ، هذا الثواب الذي يناله المؤمنون، لَما آمنوا وصَدَّقوا بالله ربًّا واحدًا لا شريك له، وبالرسل واليوم الآخِر والملائكة والكتب الإلهية، وعملوا صالح الأعمال باتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومنهم الذين صبروا على المحنة كنار الأخدود، وثبتوا على دينهم ولم يرتدوا، فقد فازوا عقب الامتحان، فليس هناك فوز إلاَّ بعد ابتلاء وامتحان، فالمؤمنون قد فازوا، وأما الكفار - أصحاب الأخدود - فقد خابوا وخسروا.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ البطش هو: العقوبة والأخذ بقوة، ﴿لَشَدِيدٌ، لا يَعلم شدته إلاَّ الله سبحانه وتعالى ! قال عز وجل: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ[هود: 102].

﴿إِنَّهُۥ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ، يَبدأ الخلق أولاً ثم يميتهم، ثم يعيدهم سبحانه وتعالى في الآخرة أحياء.

قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ، كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فالله سبحانه وتعالى غفور، يَغفر ذنب مَن تاب إليه وخضع له، مهما كان الذنب كبيرًا.

ومع مغفرته فهو﴿ٱلۡوَدُودُ الذي يحب التائبين.


الشرح