×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 لها الصبي الذي تحمله: «يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ»، فكان أحد المتكلمين في المهد كما في الحديث.

﴿ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ، عَرَض الله سبحانه وتعالى عليهم التوبة، مع قبيح فعلهم وشناعته! ولو أنهم تابوا لتاب الله سبحانه وتعالى عليهم، فالله سبحانه وتعالى يَعرض التوبة عليهم وعلى غيرهم مِن كل مَن أساء وفَعَل السيئات، فإذا تاب فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه مهما كان ذنبه.

قال الحسن البصري رحمه الله: «انْظُرُوا إِلَى هَذَا الكَرَمِ وَالجُودِ! قَتَلُوا أَوْلِيَاءَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ» ([1]).

ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ، أي: إذا لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم، وهو أشد من نار الأخدود؛ لأن نار الأخدود ساعة ثم تنقضي، أما نار جهنم يوم القيامة - والعياذ بالله - فإنها لا تنطفئ، كما أن حرها أشد من حر نار الدنيا التي عَذبوا بها أولياءه، فلا يظنون أنهم متروكون بلا حساب أو جزاء.

وفي الآية دليل على أن مَن تاب قبل الموت، تاب الله سبحانه وتعالى عليه.

وفيها: أنه لا يجوز الحكم على المُعَيَّن بالنار واستحقاقه عذاب الله حتمًا؛ لأنه لا يُدرى بماذا يُختم له؟ فربما يتوب إلى الله سبحانه وتعالى قبل الموت. وأما جنس الكفار فإنهم في النار قطعًا.

﴿وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ؛ لإحراقهم المؤمنين بالنار.

وقد رُوي أن النار ارتفعت إليهم من الأخدود فأحرقتهم.

والحريق وجهنم اسمان من أسماء جهنم - والعياذ بالله -، فالنار دَرَكات، بعضها تحت بعض.


الشرح

 ([1])انظر: تفسير ابن كثير (6/ 86).