×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فالله سبحانه وتعالى يُجري الامتحان والابتلاء من أجل أن يتميز الصادق من الكاذب. ولأجل أن يصبر المؤمن فيثاب، ويتطاول الكافر فيعذبه الله سبحانه وتعالى. فليس هناك شيء في الكون يَجري عبثًا، أو يَذهب سُدًى، أو يفوت على الله سبحانه وتعالى.

مهما تمادى الكفار وبَغَوْا وطَغَوْا، فإن أعمالهم محفوظة ومرصودة، وسيقفون عليها ويُجازَون بها، فلا يظنون أنهم قد نَجَوْا بأفعالهم السيئة من قبضة الله!!

بعض الناس ممن ينظرون إلى حال الكفار والمسلمين في هذه الأيام - يتساءلون ويقولون: إن الكفار يفعلون أفعالهم السيئة والمعاصي، ويطغون ويتجبرون، ولا يعاقبون! والمؤمنون مضطهدون ومستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، وبالرغم من هذا لا يحصل للمؤمنين فرج!

والجواب: أن النقمة لو عُجلت لهم في الدنيا لكان هذا أهون عليهم، لكنها تؤجل لهم إلى يوم القيامة، قال عز وجل: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ [إبراهيم: 42]، فهم إن أُمهلوا في الدنيا فإن جزاءهم ينتظرهم في الآخرة. والمؤمن لا يضيع عمله وصبره وثباته على دينه؛ لأنه سيَلقى هذا عند الله سبحانه وتعالى، ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ[القصص: 60]

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ، وهم: أصحاب الأخدود. وذَكَر الله سبحانه وتعالى المؤمنات لأن معهم نساء مؤمنات، ومن جملتهن امرأة معها صبي، فلما وصلت إلى النار كأنها تقهقرت، فقال


الشرح