×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

كل هذا وهو في بطن أمه، ثم يعيش في هذه الحياة ما كَتَب الله له من الأجل، ثم يموت، ثم يُبعث بعد الموت.

قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ ١٢ ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ ١٣ ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ ١٤ ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ١٥ ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ [المؤمنون: 12- 16].

ثم قال سبحانه: ﴿إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ، أي: قادر على إعادته بعد الموت. لأن الذي قَدَر على البداية قادر على الإعادة من باب أَوْلى.

وقد استبعد الكفار هذا البعث والنشور؛ كما قال عز وجل: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ [يس: 78- 79]، فالذي قَدَر على البداية قادر على الإعادة من باب أَوْلى.

فهذا برهان قاطع، يقصم ظهور المُعَطِّلة، فليسوا هم الخالقين، ولا خلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا غيره.

وقيل: ﴿إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ، أي: على رد المَنِيّ إلى مخرجه لقادر، فهو قادر على أن يَرُد المني إلى الصُّلب والترائب.

ويكون هذا ﴿يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ ﴿يَوۡمَ تُبۡلَى، أي: تُخْتَبَر ﴿ٱلسَّرَآئِرُ، جمع سريرة، وهي ما يكون في نفس الإنسان وقلبه وصدره، من النيات والمقاصد والعزائم، سواء كانت سيئة أو حسنة، لا تخفى على الله سبحانه وتعالى، فالناس لا يَعلمون ما في قلبك ولا ما في نفسك، بل الله سبحانه وتعالى يَعلم هذا، ويَظهر ما في الصدور يوم القيامة، قال عز وجل: ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي


الشرح