×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إلاَّ يَبْلَى، إلاَّ عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).

يفنى كل الإنسان إلاَّ عَجْب الذَّنَب، وهي حبة صغيرة، ومنها يُرَكَّب الإنسان، مثل البذور.

والمُقْسَم عليه هو قوله عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ، أي: إن هذا القرآن، أو هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه السورة، وهذه الأخبار التي ذكرها الله جل جلاله لقول فصل، أي: يَفصل بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، وبين الجِد والهَزْل.

ثم قال عز وجل: ﴿وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ، الهزل: ضد الجِد. فالقرآن ما فيه هزل ولا مَزْح بل كله جد وقول فَصْل، ولا يتطرق إليه خلل ولا نقص، قال عز وجل: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ[فصلت: 42].

وليس قصصًا أو تمثيليات أو روايات؛ كما يسمونها - الآن -.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى حالة الكفار مع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ومع هذا القرآن، فقال عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ، أي: الكفار، ﴿يَكِيدُونَ كَيۡدٗا، للرسول صلى الله عليه وسلم، ويحتالون ليهلكوه ويُبطلوا قوله.

و «الكيد» هو: العمل الخفي الذي لا يُدرى عنه. فهم يعملون أعمالاً، ويخططون تخطيطات سرية للفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يكيدون لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا القرآن.


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري (4935)، ومسلم رقم (2955).