أَبَيْتُ، قَالَ:
أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ
شَيْءٌ إلاَّ يَبْلَى، إلاَّ عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ
يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).
يفنى
كل الإنسان إلاَّ عَجْب الذَّنَب، وهي حبة صغيرة، ومنها يُرَكَّب الإنسان، مثل
البذور.
والمُقْسَم
عليه هو قوله عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ
لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ﴾، أي: إن
هذا القرآن، أو هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه السورة، وهذه
الأخبار التي ذكرها الله جل جلاله لقول فصل، أي: يَفصل بين الحق والباطل، وبين
الصدق والكذب، وبين الجِد والهَزْل.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمَا
هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ﴾، الهزل:
ضد الجِد. فالقرآن ما فيه هزل ولا مَزْح بل كله جد وقول فَصْل، ولا يتطرق إليه خلل
ولا نقص، قال عز وجل: ﴿لَّا
يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ
حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].
وليس
قصصًا أو تمثيليات أو روايات؛ كما يسمونها - الآن -.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى حالة الكفار مع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ومع هذا
القرآن، فقال عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ﴾، أي: الكفار، ﴿يَكِيدُونَ كَيۡدٗا﴾،
للرسول صلى الله عليه وسلم، ويحتالون ليهلكوه ويُبطلوا قوله.
و «الكيد» هو: العمل الخفي الذي لا يُدرى عنه. فهم يعملون أعمالاً، ويخططون تخطيطات سرية للفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يكيدون لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا القرآن.
([1])أخرجه: البخاري (4935)، ومسلم رقم (2955).